نار يا لحمة نارررررررررر

[color=yellow]
[color:e42b=yellow:e42b]ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء فى أحياء ومدن الجيزة والقاهرة الكبرى بصورة ملحوظة، إذ وصلت فى بعض المناطق إلى أكثر من 40 جنيهاً للكيلو الواحد، فى غياب الرقابة التموينية وحملات التفتيش، خاصة فى المناطق الشعبية مثل فيصل والوراق. يقول البعض أن موسم الصيف عادةً يشهد هذا الارتفاع، بسبب الإجازات والمصايف والحرارة التى تؤثر على حجم الإنتاج، وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها مع نهاية الصيف، فهل سيحدث هذا؟ فما هى حقيقة ارتفاع أسعار اللحوم فى السوق المصرية، خاصة هذه الأيام؟! ؟ مرة واحدة فى الأسبوع! أحمد عباس، 39 سنة، مواطن من الوراق، موظف بأحد البنوك، متزوج ويعول أسرة مكونة من 6 أفراد، يقول: «لما سعر كيلو اللحمة يوصل 40 جنيه، ويكون دخل الأسرة كما هو بدون زيادة، فكيف لرب الأسرة أن يواجه هذه الزيادة؟ وعندما سألنا أصحاب محال الجزارة عن السبب المفاجئ لرفع أسعار اللحوم، فقالوا إن ذلك يرجع إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وأن المواشى ارتفعت أسعارها، هذا طبعاً لأن الرقابة التموينية فى غياب تام، وفى ظل غياب هذه الجهات، فقد زادت المذابح العشوائية فى الشهور الأخيرة، وقد وضع أصحاب محال الجزارة، أسعاراً سياحية للأغنياء الذين يأتون من المناطق والأحياء الراقية بسياراتهم خصيصاً، للحصول على أنواع اللحوم البلدية الطازجة، وتصل الأسعار السياحية إلى أكثر من 50 جنيهاً للكيلو الواحد، كما أن هناك بعض الجزارين الذين يلجأون للذبح ليلاً فى الشوارع، وذلك حتى يكونوا بعيدين عن عيون الناس، ومراقبتهم لهم، وعادة ما تكون الرقابة غائبة، ويتركون الجزارين يتحكمون فيها، وفى تحديد الأسعار المناسبة لأهوائهم الخاصة، يعنى أسرة مكونة من 6 أفراد، ماذا تفعل حتى تأكل اللحمة ولو لمرة واحدة فى الأسبوع؟! فأنا مرتبى 450 جنيهاً فقط فى الشهر، وكيلو اللحمة بقى بـ40 جنيه، يعنى كده مش حأقدر أشتريها أكثر من مرة واحدة فى الشهر، وربما لا أشتريها طوال الشهر كله، وعن اللحوم البيضاء والأسماك، والتى تعتبر البديل عن اللحوم الحمراء، فقد أصابتها ارتفاعات فى الأسعار أيضاً، فقد وصل كيلو الدواجن إلى 16 جنيهاً، وكذلك أسعار الأسماك بجميع أنواعها، بل إن زوج الحمام أصبح سعره 20 جنيهاً، بعد أن كان سعره 15 جنيهاً فى الشهور الماضية، يعنى الواحد مش عارف يعمل إيه؟! فأنا عايز أقول للحكومة: نفسى أنا وأسرتى نأكل اللحمة، ولو لمرة واحدة فى الأسبوع!. أما محمود حاتم، 47 سنة، مدرس، مواطن من الوراق، يعول أسرة مكونة من 9 أفراد، فيقول: «لقد تعودنا على أن السلعة التى يرتفع سعرها، من الصعب جداً أن يعود إلى الانخفاض، فى حين أن هذا الارتفاع يسرى مفعوله فوراً على البضاعة الموجودة فى المستودعات بأسعار قديمة، وأسعار اللحوم فى بلدنا شهدت ارتفاعاً كبيراً فى تلك الفترة القصيرة الماضية، حيث وصل سعر الكيلو لأكثر من 40 جنيهاً، ودائماً ما تكون المبررات جاهزة، وقد لا تحتاج إلى مبررات، فمنذ أن تم تعويم الأسعار، أصبح التاجر هو المسئول الأول والأخير عن التسعير، وبما يتناسب مع مصلحته، والنسبة من الربح التى يحصل عليها». ويضيف قائلاً: «فاللحوم الحمراء والبيضاء أسعارها عالية أيضاً، وكان المواطن يلجأ إلى شراء اللحوم البيضاء كالدجاج ومشتقاته، هرباً من الغلاء فى الأسعار فى اللحوم الحمراء، لكن اللحوم البيضاء انضمت أيضاً إلى قائمة الأسعار المرتفعة، فسعر الكيلو وصل منها إلى 16 أو 17 جنيهاً للكيلو الواحد، والأسرة الكبيرة المكونة من أكثر من 9 أفراد، فإنها تحتاج فيما لا يقل عن 3 كيلو من اللحوم فى الأسبوع على أقل تقدير، هذا إذا كانت هذه الأسرة تأكل اللحوم مرة واحدة فى الأسبوع، ويكون دخل الأسرة محدودا، فماذا تفعل؟! خصوصاً هذه الأيام، مع دخول شهر رمضان الكريم، الذى يقبل فيه المواطنون على شراء السلع الغذائية». ويقول كمال أحمد، 42 سنة، مواطن من بولاق، كهربائى، متزوج ويعول أسرة مكونة من 8 أفراد،: «إن ارتفاع الأسعار لهذه الدرجة سوف يجعل المواطنين يستغنون بالتالى عن اللحوم، مثل كثير من السلع التى تخلى عنها المواطنون محدودو الدخل فى ظل موجة الغلاء التى لا تتدخل حكومتنا كالعادة لحلها، وتترك الأمر كله للشعب، فهناك جزارون يذبحون ليلاً بعيداً عن التموين والأنظار، وهناك مافيا الدواجن، ومافيا الأسماك، والناس لم تجد حلاً، سوى منتجات الأسماك المعلبة، ومن هنا ورايح هنغنى ونقول (السمك.. السمك.. السمك) على رأى المطرب اللى بشرنا بارتفاع أسعاره منذ أكثر من عام، وبحلول شهر رمضان، والمدارس، والعيد، مش عارفين نعمل إيه»؟! ؟ اللى ماعهوش.. ما يلزموش! أما مينا جرجس، 36 سنة، مواطن من شبرا، متزوج ويعول أسرة مكونة من 12 فرداً، وقال: «إحنا مش قادرين نشترى اللحمة الطازجة، لأن سعرها أصبح غالى جداً، وخارج عن طاقتنا، فدخلى بسيط، وأسرتى مكونة من 12 فرداً، وأنا العائل الوحيد للأسرة، واللحوم المستوردة بنخاف منها على الرغم من أن سعر الكيلو منها فقط 15 جنيهاً، وأحياناً نشترى منها، وفى هذا الوقت بنواجه فيه التزامات عديدة من المدارس والجامعات والمصروفات، وخلافه، فسعر الكيلو من اللحوم البلدية والكندوز أصبح 40 جنيهاً فى منطقة الوراق الشعبية، هذا طبعاً غير الأسعار التانية الخاصة بالأغنياء، فكل أسرة لا يمكن أن تشترى أقل من 2 كيلو فى الأسبوع، وأكثر، كما هو الحال عندى، وأنا مش عارف يعنى إيه الجزار يرفع سعر الكيلو من نفسه»؟! وعند محال بيع الدواجن والطيور، أصبح سعر الكيلو أكثر من 15 جنيهاً، وكيلو السمك البلطى أصبح أكثر من 12 جنيهاً، وكذلك ارتفعت باقى أنواع السمك، بل إن زوج الحمام قد ارتفعت أسعاره إلى 20 جنيهاً، يعنى لو أنا فكرّت أشترى حمام للأسرة، فأنا محتاج 240 جنيهاً يعنى كده أكثر من نصف المرتب طار فى أكلة حمام واحدة طوال الشهر، فما بالك بشراء اللحوم فى هذه الأيام، خاصة بعد أسعارها الجنونية، فأنا على ما أسمع أن هناك موظفين لا يستطيعون شراء اللحمة أكثر من مرّة واحدة طول الشهر وربما لا، والآن فإن هؤلاء الموظفين لن يفكروا فى شراء اللحمة أبداً، يعنى الناس دى تعمل إيه؟!، واللى عنده أسرة كبيرة زى أسرتى يعمل إيه، ودخله محدود؟!. أما محمد على، 43 سنة، مواطن من فيصل، يعول أسرة مكونة من 6 أفراد، فيقول: «فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم، فإننا نلجأ إلى منطقة الوراق الشعبية، نظراً لثبات الأسعار بها خلال الفترة الحالية، حيث وصل سعر الكيلو 40 جنيهاً للكندوز، و38 جنيهاً للبتلو، وأسرتى المكونة من 6 أفراد تحتاج 2 كيلو كل مرة، وأنا عملى ميكانيكى، يعنى دخلى مش ثابت، ودلوقتى داخل علينا شهر رمضان، والسلع كلها أسعارها أصبحت فى السماء، فى الوقت الذى نحتاج فيه لميزانيات خاصة للمدارس، هذا بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى التى يحتاجها المنزل». ؟ عدوى الغلاء! ويقول عادل عبد الرحمن، 55 سنة، مواطن من المعادى، متزوج ويعول أسرة مكونة من 9 أفراد، موظف بإحدى المصالح الحكومية: «ارتفاع الأسعار قبل حلول شهر رمضان المبارك، نتمنى ألا تشهد ارتفاعاً جديداً بحجة شهر الصوم، وإقبال الناس على شراء المواد الغذائية، واستغلال البعض حلول هذه المناسبة، ولا ندرى من يعمل على معالجة ارتفاع الأسعار، خاصة بعد أن سحبت الجهات الرسمية يدها من السوق فى مجال التسعير، وتركت التجار يتحكمون بكل شىء، واللافت لدينا أن الأسعار التى ترتفع لا تعود إلى الانخفاض، وحتى تلك السلع التى ترتبط أسعارها بأسعار العملات الصعبة، لا تنخفض أسعارها عندما تنخفض أسعار العملات! وفى منطقة إمبابة بالجيزة، قابلت سميرة عبد الله، 35 سنة، متزوجة، ربة منزل، عائلتها مكونة من 5 أفراد، تقول: «ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن والأسماك فى السوق المحلية، ومستمرة منذ فترة زمنية دون ضابط، وكل جهة تشد الحبل نحوها، وتلقى باللوم على الجهات الأخرى، فالمربون يشكون من الغلاء فى الأعلاق، والتجار والموزعون يقولون إنهم يشترون بأسعار أعلى، والمستهلك يقع بين مطرقة هؤلاء وسندان أولئك، وهو الضحية فى كل الأحوال».. وأضافت: ولا يبدو على المدى المنظور أن هناك أملاً فى انخفاض أسعار الدجاج، ولا أسعار اللحوم الحمراء، فى الوقت الذى تعانى فيه الأغنام من مشكلة غلاء الأعلاف أيضاً، وأحياناً تصاب الأسعار بالعدوى، فغلاء مادة يتبعة غلاء الأخرى! فيبدو أن الغلاء قد طال الأعلاف، كما طال أسعار السلع الأخرى، ولكن ماذا نفعل؟! ؟ حرق دم! ويقول، ياسر عبد الله،51 سنة، جزار ويمتلك مزرعة لتربية الماشية: «أزمة العلف، واشتعال أسعاره هى السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار اللحوم، وإحنا مش قادرين نرفع الأسعار خلال هذه الفترة، بسبب ظروف العرض والطلب، حيث المعروض كثير، والطلب قليل، ولكن الآن نواجه مشكلة فى تسمين ماشية الذبح، وحتى لا نخسر فإن رفع الأسعار هو الحل الوحيد لتلافى الزيادة فى أسعار الماشية والعلف، وأمام زيادة أسعار اللحوم البلدية إلى هذه الأرقام القياسية، زاد الطلب على اللحوم المجمدة، التى يبلغ سعر الكيلو منها 17 جنيهاً فقط، بينما وصل سعر كيلو الجمال إلى 28 جنيهاً للكيلو. وشكا محمود عبد الهادى، أحد العاملين بالمذبح، فيقول: إن الحكومة تركت المربين لماشية التسمين دون مساعدة، فى ظل تضاعف أسعار الأعلاف، وأنا بأضطر إلى تغذية الماشية بالقش قبل الذبح حتى لا تموت جوعاً، ومش عارفين نعمل إيه فى حرق الدم ده؟! ويقول عبد الرحيم أمين، 44 سنة، جزار: «اللحوم البلدى ستشهد ارتفاعاً كبيراً فى رمضان، فقد أصبح سعر كيلو اللحم البلدى فى المناطق العشوائية 38 جنيهاً للكندوز، ويباع فى المناطق الراقية من 38 إلى 42 جنيهاً، ففى كل عام مثل هذه الأيام، أو بالتحديد مع اقتراب شهر رمضان فإن الأسعار ترتفع، لأن هناك بعض الجزارين يعتبرون شهر رمضان كأنه موسم شراء اللحوم، ولكن هذا العام زيادة أسعار الأعلاف ساهمت فى هذه الارتفاعات، لكننا لا نستطيع أن نبيع بأقل من هذه الأسعار، وإلاّ فإننا سوف نتعرض إلى خسائر فادحة. أما زكريا حبيب، 31 سنة، تاجر دواجن، فيقول