توفيق عبدالحميد : رشاد غزال إعادة اكتشاف لقدراتي

[color=white]
رغم نجوميته المتأخرة في الدراما التليفزيونية نجح الممثل توفيق عبدالحميد أن يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة من خلال أدوار جيدة وأداء تمثيلي يكشف عن موهبة حقيقية ونجح عبدالحميد في تغيير جلده من أدوار الرجل الجاد والرومانسي الي النقيض تماما في مسلسل »نافذة علي العالم« في دور الفتوة »رشاد غزال« بلكنته المتميزة التي ابتكرها توفيق عبدالحميد مع مخرج العمل ومؤلفه الدكتور عصام الشماع..

في هذا الحوار كشف عبدالحميد أبعاد شخصية رشاد غزال وسر تغير جلده ومساره 180 درجة!!

* لماذا رشاد غزال في هذا التوقيت علي النقيض من أدوارك السابقة؟

ــ هذا العام كنت مقررا أن أعمل نوعا من التغيير في شكل أدواري وتغيير ما يسمي بالنمطية التي بدأت تستحوذ علي الأعمال التي شاركت فيها خاصة أن بعض أصدقائي لمحوا لي بذلك واكتشفت أن أدوار الرجل الجاد وصاحب المبادئ والمسئول والرومانسي بدأت تحدث نوعا من الاشباع عند الجمهور وعندي ويمكن أن يزهدني الجمهور وقبل أن أصل للنمطية سمعت نصيحة الأصدقاء والتوجيه وكنت ناوي علي التغيير وأتعامل معه بشكل عملي وعرض عليّ »نافذة علي العالم« و»حكايات المدندش« وكلاهما يمثل تغييرا في جلدي الفني للنقيض تماما والحمد لله أشعر أن العملين أضافا لرصيدي ووجدت فيهما الدهشة لأنهما وصلا بالمشاهد للمتعة والنجاح.

* ألم تشعر بالقلق من هذه التجربة والدور؟

ــ بالتأكيد شعرت بخوف مضاعف لأن العمل به جرأة في التغيير ولكن الجرأة الأكبر للمخرج ومؤلف العمل عصام الشماع الذي عرض عليّ هذا الدور الذي منحني الفرصة لابتكار واستحداث مواقف للشخصية نختلقها طوال وقت التصوير مثل شكل اللبس وطريقة الحوار وأطلق الشماع يدي في هذه المنطقة ومنحني مساحة كبيرة من الابتكار كانت لصالح الشخصية فجاءت من لحم ودم وشكلا ينطبق تماما علي ملامح شخصية رشاد غزال الفتوة الذي يعتبر سابقة درامية لي بشكل عام.

* ومن المقصود بهذه الشخصية في العمل؟

ــ أنا أري أن رشاد غزال هو تركيبة مصرية »صرف« من عمق الحارة المصرية فهو ابن بلد جاء من نتاج الانفتاح التي طرحتها مجموعة من القيم الجديدة مثل الفهلوة والأونطة وكل المصطلحات التي أصابت الشخصية في مقتل لكن رغم ذلك تظل هذه الشخصية رغم كل ما فيها بها السمات المحببة للنفس مثل الجدعنة وخفة الظل والعمل يقصد من خلال سيناريو وابداع الشماع ضرورة أن نحافظ علي القيم الأصيلة رغم كل المتغيرات التي أصابت الشخصية المصرية خاصة أن نقيض رشاد غزال في العمل هو الدكتور شمس محمود قابيل وهو رجل العلم والمبادئ والقيم لكنه شخص جامد نتيجة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهو متمسك بالعلم دون مرونة والعمل يكشف أن كلا النموذجين خطأ فكلا من رشاد والدكتور شمس ليس النموذج الصحيح.

* كيف استحضرت هذا النموذج رشاد غزال؟

ــ علاقتي بالشخصية بدأت من خلال التليفون مع الشماع حتي وصلنا لروح الشخصية ووصلنا للتفاصيل وهي نتاج اجتهادنا وبعدما استوعبتها ووضعنا الملامح والشكل والسلوك وفعلها ورد فعلها ولم نر نموذجا بعينه للشخصية في الواقع وحتي لو هذه الشخصية موجودة فكم الصعب تقليدها لأنني لا أجيد التقليد فهي من نتج اتفاقي مع الشماع الذي كما أشرت أطلق يدي في استحداث بعض المواقف في الأداء والشكل والسلوك وحتي الملابس للشخصية.

* »اللكنة« التي استخدمتها في أداء الشخصية، هل تري انها أضافت للدور وكيف جاءت؟

ــ الحقيقة انني استقيت اللكنة من خلال كلام الشماع معي في التليفون وجدتني مشدودا لها وتوقفت عندها وجربت التحدث بها مع زوجتي ومساعدي والمحيطين بي فوجدت دهشة كبيرة منهم وتأكد يقيني بالتمسك باللكنة عندما كررها مع المخرج دون أن أقصد واقترحتها عليه وجربتها مع من حولي بالاستديو أثناء تصوير مسلسل »المدندش« ووجدتني ازداد اقتناعا بها وضبطت نفسي علي التحدث بها لأنني رأيت انها ستضيف للشخصية رغم قلقي من الدور بشكل مضاعف خاصة انها شخصية غير سوية وأعتقد أن العمل وصل للناس بكل مفردات الدور.

* توقيت عرض المسلسل هل أزعجك؟

ــ مكان العرض و التوقيت مرهون بأشياء كثيرة صعب نتحكم فيها وبالطبع كنت أتمني عرض العمل في توقيت متميز حتي يجد كثافة المشاهدة لكن أعتبر كل ذلك أشياء قدرية وربما يكون فيها خير مؤجل.

* »حكايات المدندش« ما المختلف فيها عن »نافذة علي العالم«؟

ــ كلا العملين يمثل نقلة نوعية بالنسبة لي وكلاهما جعل الناس تكتشف حالة جديدة بالنسبة لي كممثل لكن هناك فارقا كبيرا بين رشاد والمدندش فالأخير يلعب علي صندوق الدنيا الذي ورثه عن والده وجده وهو شخص من روح الطبيعة يزرع ويغني ويطبل ويرقص في الموالد شديد الثقافة رغم انه يقرأ ولا يكتب وأعتقد أنه سيحدث رد فعل جيدا مع رشاد غزال عند عرضهما في توقيت هادئ عقب العيد.

* وماذا عن المسرح في حياتك؟

ــ المسرح إحدي أهم خطواتي في التمثيل وبعد العيد سنعيد عرض »رجل في القلعة« بمسرح مركز الإبداع بالاسكندرية منذ 18 أكتوبر ولمدة 15 يوما وأقرأ عملين عرضا عليّ لمسرح الدولة أحدهما.. »العائلة توت« لكاتب مجري والآخر بعنوان »ساحرات سالم« لـ أرثر ميللر .

* وماذا عن السينما؟

ــ السينما بعيدة عني وهي لا تشغلني لأن أشعر بأنني أشبع طموحاتي الفنية من خلال تواجدي في المسرح والدراما و»هي مش فارقة«.

* هل تشعر بالندم لتأخر نجوميتك؟

[color:de56=white:de56]ــ الحمد لله أنا راض عن كل شئ في حياتي وأري أن كل شئ بميعاد وربما يكون توقيت نجوميتي الآن جاء في وقت مناسب جدا فيمكن لو جاءت مبكرا لكانت انطفأت مبكرا فالحمد لله ما أنا فيه الآن تتويج لصبر جميل وخبرات متراكمة.