حذف مشاهد دفن الأسري المصريين أحياء من رجل غني فقير جداً

[color=yellow]
مقص الرقيب تعامل مع المسلسلات الرمضانية بوجهة نظر سياسية في أغلبها.. رغم تصريح لجنة المشاهدة لها وموافقة وزير الإعلام «أنس الفقى» علي إذاعتها علي شاشات التليفزيون. الفنان الكبير محمد صبحي لم يسلم من مقص الرقيب، فقد اعترض علي ما فعلته الرقابة بمسلسله «رجل غني فقير جداً».. بعد أن حذفت أكثر من مشهد، مما أثر في أحداث العمل بالسلب.. ولم تكتف الرقابة بهذا، بل نبهت علي صبحي أثناء التصوير مراعاة ملاحظات الرقابة وعدم تصوير المشاهد التي اعترضت عليها،

ولكن من الواضح أن صبحي لم يعجبه كلام الرقابة فصمم علي التصوير، مما جعل الرقابة تصر علي إلغاء المشاهد كاملة.

أما في مسلسل «قضية رأي عام».. قال المنتج جمال العدل: إن الرقابة هذا العام مختلفة عن العام الماضي.. فقد أعطت مساحة للحرية.. لرصد القضايا الاجتماعية ولم تعترض علي أي مشهد من مشاهد الاغتصاب، رغم أنني كنت أتوقع أن يمتد مقص الرقيب لها.. خاصة أن المشهد صور قضية الاغتصاب بشكل واضح وأعطت لنا الرقابة دفعة قوية في عرض قضايا تحدث كل يوم.. وسوف يكون للدراما دور في حلها.. لأن الأداء التمثيلي يصل إلي الناس أكثر من المواعظ ذات اللغة المباشرة التي ينفر منها المشاهد. وقضايا الاغتصاب انتشرت بشكل مخيف.. ولا ننسي قضية الطفلة «هند» التي اغتصبت، وأنجبت طفلة وهي في الحادية عشر من عمرها.. وكان للوفد السبق في طرحها للرأي العام.

أما مؤلف العمل محسن الجلاد.. فله رأي مختلف، فهو دائماً في صراع مع الرقابة.. وأكد أن الرقابة طلبت تخفيف مشهد الاغتصاب في حين أن المسلسل يعرض في بعض القنوات دون حذف ويري السيناريست محمد صفاء عامر أن مسلسله «نقطة نظام» ذبحته الرقابة.. وحذفت جميع المشاهد الخاصة بدفن الأسري المصريين أحياء.. كما اعترضت علي المشاهد المناهضة للتطبيع وتدخلت في صياغة الحوار.. فمثلاً كلمة «حتي لا ننسي» حذفتها من مقدمة المسلسل حتي لا تغضب إسرائىل، وأثناء التصوير أوقفت عدداً من المشاهد.. رغم أن ما تقدمه هو فكر مستنير.. والمسلسل يعرض كاملاً علي قناة «أبوظبي» دون مقص الرقيب.

ويضيف «عامر» أن الرقابة لم تترك مسلسله الثاني الذي وضع في ميعاد لا يليق به علي القناة الأولي في الثانية مساء.. فحاولوا تشويه «حق مشروع» في حين أنه نقطة تحول للفنان حسين فهمي و«عبلة كامل» ويرصد العنف في الصعيد، فحذفت عبارة «انت عارف الأمن عندنا لا هم له إلا محاربة دين الله» وأري أن الجملة طبيعية لا تمس الأمن بسوء لأن الذي يقولها من المتشددين ومطارد من الأمن، كما حذفت بعض المشاهد الخاصة بتعاطي المخدرات لعصابة الزناتي التي يقودها حسين فهمي ورجاله، ولا أري أي ضرورة للحذف.. لأن الدراما تخدم الأمن.. بل تظهر دورهم في محاربة التطرف الديني.. فكيف نعمل ونبدع في ظل هذا التعنت.

ولم يسلم المسلسل الكوميدي «تامر وشوقية» من الرقابة أيضاً.. فاعترضت علي بعض الجمل الحوارية بين أحمد الفيشاوي ومي كساب.. وقالت في تقريرها: إن الجمل تخدش الحياء ولا تليق بالشهر الكريم ويعرض كاملاً علي شاشة (OTV) دون حذف.

أما الكاتب محمد الغيطي.. فيؤكد أن الرقابة تقف له بالمرصاد.. فكانت السبب الرئىسي في خروج مسلسل «صرخة أنثي» من العرض الرمضاني معترضة علي أحداثه بأنها تجرح شعور المشاهد وتشجع علي تحويل الذكر إلي أنثي، في حين أن عاداتنا وتقاليدنا ترفض هذا.. وهو مخالف للعرف.. كما أن الرقابة حذفت مشاهد من مسلسل «شق الثعبان» وناشد الغيطي، وزير الإعلام أن ينقذ الإبداع من الفوضي والانهيار الذي يسببه مقص الرقيب.. وكفانا «روتين وظيفي».. جعل الرقابة منعزلة عن الواقع وقضاياه!

[color:aad6=yellow:aad6]وأخيراً نؤكد أن السموات المفتوحة حررت المبدع من سيف الرقابة التليفزيونية.. وكانت المنفذ الوحيد لتقديم إبداعه دون حذف.. وعلي «مني الصغير» رئىسة الرقابة التليفزيونية أن تعي أن الرفض بدون أسباب قوية تجعل الكتّاب يهربون إلي المحطات الفضائية، وأن تعمل بالمبدأ الذي نتحدث عنه دائماً أن الرقابة لا وجود لها.. بل أصبحت لجاناً للمشاهدة والنصوص.